حــــــ الروح ــــــلا آح ـلى آع ـضآآء
المساهمات : 240 تاريخ التسجيل : 28/06/2010
| موضوع: "فضـــــل" النصيحـــــه. السبت أكتوبر 16, 2010 7:40 am | |
| [= ]..·~-.¸¸,.-~..الــــنـــصــــيــــحــــــــــــــــة..·~-.¸¸,.-~..
للنصيحـــة شأن عظيم في حياة الفرد والأمة على حد سواء , فهي أساس بنــــاء الأمـــة , وهي السيـــاج الواقي بإذن الله من الفرقة والتنازع والتحريـــش بيـــن المسلميـــــن ، هــــــذا التحــــريـــش الذي رضيـــــه الشيطـــان بعــــد أن يئـــــس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ,كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه مسلم : ( إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب , ولكن في التحريش بينهم ) . لقد رضي بالتحريـــش لأنه بداية طبيعية للعداء والتفرق والتنازع , المؤدي إلى الاقتتال وذهاب الريح .
وأعظم حديث جامع يبين مفهوم النصيحــــة الشرعيــــة وحدودها , الحديث الذي رواه الإمام مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الدين النصيحة ثلاثا , قلنا : لمن يا رسول الله ؟ قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامَّتهم ) .
فهذا الحديث له شأن عظيم , فهو ينص على أن عماد الدين وقوامه بــــالنصيــــحـــة , فبوجودها يبقى الدين قائما في الأمة , وبعدمها يدخل النقص على الأمة في جميع شؤون حيـــاتهـــــا.
وقد كان منهج أنبياء الله ورسله مع أممهم مبنياً على النصح لهم والشفقة عليهم ، قــال نــــوح عليه السلام مخاطبـــــا قومــــه : { أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم وأعلم من الله ما لا تعلمون } ( الأعـــــراف 62ا ) . وقال صالح لقومــه : {يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين} ( الأعـــــراف 79ا ) ، وقــــال هـــود : { أبلغكم رسالات ربي وأنا لكم ناصح أمين } ( الأعــــــراف 68ا ) .
...................... والــــــنصيــــحــــــة كلمة يعبر بها عن إرادة الخير للمنصوح له , ولا يمكن أن يعبر عن هذا المعنى بكلمة واحدة تحصرها وتجمع معناها غير هذه الكلمة , وأنواعها خمسة وهي التي ذكرت في الحديث :
الأول : الــــنـــصيــــحـــــة لله : وتكون بالاعتراف بوحدانيته وتفرده بصفات الكمال ونعوت الجلال , والقيام بعبوديته ظاهراً وباطناً ، والإنابة إليه كل وقت ,مع التوبة والاستغفار الدائم , لأن العبد لا بد له من التقصير في شيء من الواجبات و التجــرؤ على بعض المحرمات , وبــــالتوبــــة والاستغفــــار ينجبـــــر النقص , ويُسَدُّ الخلل.
الثــــانـــي : الـــنــصيـحــــة لكتاب الله وتكون بحفظه وتدبره ، وتعلم ألفاظه ومعانيه , والاجتهاد في العمل به في نفسه وتعليمه غيره .
الــثـــالـــث : الـــنـــــصيــــحــــة للــرسول صلى الله عليه وسلم : وتكون بالإيمان به ومحبته ، وتقديمه على النفس والمال والولد ، واتباعه في أصول الدين وفروعه ، وتقديم قوله على قول كل أحد , والاهتداء بهديه ، والنصر لدينه وسنته .
الــــرابــــع : الــــنـــصيـــحـــــة لأئــــمــــة المسلمين وهم الولاة , من الإمام الأعظم إلى الأمـــــــراء والقضاة وجميع من لهم ولايــــة عامــــة أو خاصة , وتكون هذه الــــنصيــحـــــة باعتقاد ولايتهم , والسمع والطاعة لهم ، وحث الناس على ذلك ، وبـــــذل مـــا يستطاع في إرشـــــادهم للقيـــام بواجبهم , وما ينفعهم وينفع الناس .
الــــــخـــــامـــس: الـــنصيـــحــــة لعامـــة المسلميـــــن وتـــكون بمحبــة الخيــــــر لهــــــم كمـــا يـــــحـــــب الــــمــــرء لنفسه , وكــــراهيـــــة الشــــــر لهم كمـــــا يـــكـــــرهـــه لنفسه .
...................... ولابـــــد فـــــي الــــنــصيحـــــــة مــــن ثـــــلاثــــــة أمـــــــور : أولـــــهـــــا : الإخـــــلاص لله تعالى في الـــنصيحــــة لأنه لب الأعمال , ولأن الــنـــصــيــحـــــة مــــن حــــق المـــؤمـــن على الـــمـــــؤمــن , فــوجـــب فيهــــــا التـــجـــــرد عن الهـــــوى والأغــــــراض الشخصيــــة والــــنـــوايــــا السيــــئــــة التي قــــد تـــــحبـــــط العمـــــل , وتــــورث الشحــــنــــــاء وفســــــاد ذات البـــــيـــــن .
وثـــانـــيـــــهــا : الــــرفــــق في الـــنصــــح ,وإذا خلت النصيـــحـــة من الــرفــق صارت تعنيفـــا وتوبيخـــا لا يقبــــل ، ومن حرم الــــرفــق فقد حرم الخــيــــر كله كما أخبر بذلك نبينا عليه الصلاة والسلام .
وثــــالـــثـــهـــــا : الـــحِلْــــم بعـــــد النـــــصـــــح , لأن الــــنـــاصـــح قـــد يــــواجــــه من يتجـــــرأ عليــــه أو يــــرد نــــصيــحـــتــــــه , فعلـــيه أن يتــــحلى بالحلــــم , ومــــن مقتضـــــيــات الحــلم : الستــــر والحيـــــاء وعدم الــــبــــذاءة , وتــــرك الفحــــش .
...................... وإن من الحكمــــة والبصيـــــرة في الــــنـــصيــــحـــة معرفــــة أقــدار النــــاس , وإنـــــزالـــــهم منــــازلـــهم ، والتـــرفـــق مـــع أهل الفضل والسابقــة , وتــــخيــــــر وقــــت الـــنـــصـــــح المنـــــاسب , وتــخــــير أسلوب الـــــنـــصــــح المتزن البعيد عن الانفعالات , وانتقاء الكلم الطيب والـــوجــــه البشوش والصـــدر الـــرحب ، فهـــو أوقـــــع في النفس وأدعى للقبول وأعظم للأجر عند الله .
فهذه هي حـــدود النــــصيـــحة الـــشرعيـــــة , وخلاف ذلك هو الإرجاف والتعيير والغش الذي هو من علامـــات النفاق عــــياذا بالله , قال على رضي الله عنه : " المؤمنون نصحة والمنافقون غششة " ، وقال غيره : " المؤمن يستر وينصح والفاجر يهتك ويعير" . فالنبي صلى الله عليه وسلم فسر النصيحـــة بهذه الأمور الخمسة , التي تشمل القيام بحقوق الله ، وحقوق كتابه ، وحقوق رسوله ، وحقوق جميع المسلمين على اختلاف أحوالهم وطبقاتهم , فشمل ذلك الدين كله ، ولم يبق منه شيء إلا دخل في هذا الكلام الجامع المحيط , فكان لزاما على المسلمين أخذ النصيحــــة خلقا بينهم , فهي القاطعة لفساد ذات البين والتحريش , والموصلة لمعاني الأخوة والمحبة في الله , وهي العامل الأهم في تماسك الجماعة والأمة.
...................... قـــال الـــشــــافــــعـــي رحــــمـــــه الله:
تعمدنى بنصحك فى انفرادى .............. وجنبنى النصيحة فى الجماعه فان النصح بين الناس نوع .............. من التوبيخ لا ارض استماعه وان خالفتنى وعصيت قولى ............. فلا تجزع اذا لم تعط طاعه [/color] | |
|
آحلى بنوتهـ آح ـلى آع ـضآآء
المساهمات : 712 تاريخ التسجيل : 07/03/2010
| موضوع: رد: "فضـــــل" النصيحـــــه. الأربعاء نوفمبر 10, 2010 5:17 am | |
| | |
|